الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

حكاية السيد ( Ant )

( جزء من كتاب .. اكتب سيناريو حياتك للدكتور عطا بركات )

رئيس الأكاديمية الدولية لصناعة البقرية






حكاية السيد ( Ant )



ولد السيد ( Ant ) فى مجتمع عادىّ , لم يكن ما حوله يدل على التميز..

وكان والده إنساناً عادياً لم يرتق لمناصب متميزة , ارتبط بالوظيفة الحكومية وعاش لها , ومات فيها وأعطاها كل شئ ولكنه لم يأخذ منها شيئا !!
اجتهد السيد ( Ant ) فى حياته ودراسته وعاش مع أحلامه فى الكوخ الذى كانت تقطن فيه أسرته..

شعر فى داخله بشئ يتحرك .. لم تكن أمعاؤه , ولكنها كانت قوة الإرادة لتغيير وضعه وحياته .
اجتهد حتى ملَّ الاجتهاد من اجتهاده , وصبر وتحمل حتى يئس الصبر منه , قابلته عوائق كثيرة (عيش عيشة أهلك , على قد لحافك مد رجليك , ليس فى الإمكان أبدع مما كان. كان غيرك أشطر يا بطاطا)

ولكن السيد ( Ant ) لم يسمع شيئا صم ّ آذانه عن كل إحباط , فقتل (محبط أفندي) بداخله حتى انتحر من شده تصميمه .

حصل على شهادة جامعية مرموقة , ولظروف خارجة عنه لم يستطع أن يتعين فى الجامعة .. ماذا فعل السيد ( Ant ) لم يجلس لينوح على حظه العاثر , ونصيبه الفاشل , وطريقه المُظلم , ولكنه أخرج من جيبه شمعة أمل وأضاءها , ولم يجلس كثيرا ليلعن الظلام .
راسل السيد ( Ant ) الجامعات العالمية , الجامعة تلو الجامعة , ولم ييأس , تغلب على كل العوائق.. كانت بوصلة تفكيره دائما تتجه ناحية ماذا أفعل ؟ .

لا ناحية ماذا فعلت ومن السبب ؟

وكان يوما سعيدا حين قبلته إحدى الجامعات للدراسة بها , حمل حلمه وأمله وعـبَّـأ صبره وهدفه داخل حقيبته مع ملابسه واجتهد وعمل..
حتى أن أستاذه قال له يوماً :

كيف أن يكون فيكم من هو مثلك وحالكم بهذا الشكل ..
لم يعلق السيد ( Ant ) وأسرَّها فى نفسه ؛ حتى أنهى دراسته ..
ولم يقبل السيد ( Ant ) العرض الذي عرضه عليه أستاذه : أن يستمر معهم فى الجامعة براتب فخم , وحياة مريحة فقال له السيد ( Ant ) :

كيف لى أن أزرع فى أرض غيري وأرضى عطشى إلى مائى .. سأعود لأغير الشكل الذى لا يعجبك فى بلادى . عاد السيد ( Ant ) إلى بلده .. , ولم ينتظر أن يقابله الشعب بالأحضان والقبلات والزغاريد , ولكنه كان يعمل لغاية أسمى وأعلى من ذلك ..

قابله الروتين بالأحضان , ولكنه كان قد قتل اليأس بداخله , فكر ونفذ واستمر ؛ حتى رأى أول نبته ضمن مشروعه الذي عاش له..

كانت أجمل صورة اخترق ضوؤها عيناه , وأجمل رائحة ذاب عبقها فى أنفه , وأروع صوت اختلط بأذنيه ..

عمل مع فريق عمله , عاش بينهم بالحب ركز على أن يجمع شملهم لا أن يفرق بينهم , وجاءت ساعة التغير وتغيرت كل جموع اليائسين المحبطين فملأ الطموح نفوسهم , وظهرت صورة المستقبل المشرق فى مخيلتهم , ففكرت ونفذت واستمرت , ومازالت مسيرة التنفيذ مستمرة يحدوها الأمل ويدفعها الرجاء للنجاح والتفوق والسعادة ..

قد يجول بخاطرك هذا السؤال :

ماذا تعنى السعادة بالنسبة لنا ؟

قد تكون السعادة فى الثروة والمال والكنوز من الذهب والفضة والعقارات والأراضي والأسهم .. ولكن كم من أصحاب المليارات تركتهم السعادة وذهبت إلى الفقراء تحرث معهم أرضهم وتطعمهم رغيف الخبز الجاف!!!

قد تكون السعادة فى الشهرة الكبيرة وأن يصبح الإنسان ذائع الصيت إذا مشى فى طريق أشارت إليه أصابع الإعجاب واقتحمته نظرات الغبطة وربما الحسد والحقد .. ولكن .. كم من المشهورين هم أتعس من المغمورين .!!!

قد تكون السعادة فى العلاقات الاجتماعية الرائعة .. والمعارف المنتشرة فى كل مكان وفى كل مصلحة ومؤسسة .. ولكن .. كم من أصحاب العلاقات والمعارف تشبث اليأس والإحباط بقلوبهم وأبت السعادة أن تصاحبهم .!!!!

قد تكون السعادة فى الأسرة والأولاد.. ولكن .. كم من الناس عندهم من الأولاد العشرات ولكنهم بعيدين كل البعد عن السعادة ..!!!!

قد تكون السعادة فى المنصب المرموق والمكانة الاجتماعية الرفيعة والشهادة الجامعية العالية .. ولكن .. كم من أصحاب الكراسى لا يهنأون بكراسيهم وهم من الخوف والقلق فى غمٍّ وهمٍّ قاتم السواد لا يمكن إزالته ولو استخدمت مساحيق الدنيا .. !!!!

قد تكون السعادة فى الفرح والمرح والمزاح والأفراح .. ولكن .. كم من الناس يضحكون ولكن قلوبهم تفيض بالحزن و ألم التعاسة والاكتئاب ..!!!

إذن ما هى السعادة ؟ ...

وكيف أحصل عليها ؟..

هل تعرف أين تُباع ؟ ! أين أجدها ؟ .

للأسف .. السعادة لا تباع .. ولا يمكن أن تُشترى بمال الدنيا , ولا سلطان الحياة , ولا مناصب ولا كراسي ..

السعادة هى اطمئنان قلبى ونفسى يلقيه الله فى قلب من يحب , قد ترى أمام عينيك فلاحاً بسيطاً يجلس ؛ ليغنى بصوت عذب رخيم وهو سعيد مع أسرته .

وعلى الجانب الآخر من المنظر ترى صاحب المليارات
ولكنه لم يذق طعم الراحة ولا السعادة...

وقد ترى امرأة تكدح وتتعب ...

والعرق يتصبب من على جبينها , وهى تحمل صغيرها على كتفها وتمسك بيدها الأخرى صغيرتها ..

ولكنها سعيدة تكافح وتطمح إلى عيشة هنيئة مريحة ..

إن السعادة أمل كل مخلوق , وما من سلوك نفعله ويفعله غيرنا إلا لنبحث عن السعادة ..
السارق حينما يسرق إنما يبحث عن السعادة ..
والظالم حينما يظلم إنما يبحث عن السعادة ..
والطالب حينما يذاكر ويجتهد إنما يبحث عن السعادة ..
و العامل الذى يحمل على كتفيه رمال الصحراء وهو مبتسم إنما يبحث عن السعادة .. فهل تتمنى السعادة ..

فهل تتمنى النهاية السعيدة ؟؟

كلنا يتمنى النهاية السعيدة المبهجة ( إلا بعض من تعاقدوا مع النكد والحزن ) ..
تُضفي النهاية السعيدة على الحياة جوّاً من البهجة والمتعة , تهفو إليه النفس ويشتاق إليه الفؤاد ..
فهل حددت نهايتك السعيدة ؟ التي تُرضيك ؟؟
أم أنك لا تعرف نهاية أصلاً تتمنى الوصول إليها ..
كالذي سقط من الطائرة فى مكان لا يعرفه ..
لا يعرف أين هو الآن .. ولا إلى أىِّ اتجاه يتجه ..
فيجلس ينتظر أن يمر عليه أحد فيسأله أو يمشى وراءه
ولكن هيهات أن يأتيه أحد ؟؟
هل يبدأ فى التفكير ..كيف يرسم طريقه ؟؟
أم ينتظر حتى يأتيه الموت ؟..
أراك الآن تريد أن ترسم الخُطى التى تسير عليها ..
هل تعرف الهدف من حياتنا ؟
وهل تعرف وظيفة حياتنا ؟
وهل تعرف معنى الحياة ؟!!!
إن الهدف من الحياة : هو أن تكتشف مواهبك وقدراتك التى منحها الله لك .
ووظيفة الحياة : هى أن نعمل على تنمية هذه المواهب وتطويرها ..

و معنى الحياة :

هو أن تهب ما وهبه الله لك ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق